كما اجتاحت التكنولوجيا كل شيء، فإنها سيطرت على الإعلام والذي يعد على مر الزمان هو الأكثر تأثرا بالتقنيات التكنولوجية الحديثة؛ فسرعان ما تحول التليفزيون إلى أداة إعلامية قوية تكافيء، بل وتتفوق على الآلة المطبوعة، وها هي تتأثر اليوم بالواقع الإليكتروني لتضج محركات البحث وبما يسمى بالسوشيال ميديا بالمواقع الإليكترونية الإخبارية، وأضحت تلك المواقع تتحكم في مجريات الأمور بالوسائل الإعلامية التقليدية، وأصبحت الكلمة العليا والتأثير الكبير لها، وهو ما يجعل الإعلاميين والصحفيين والمعنيين بمجال الإعلام يتوجهون نحو دراسة ماجستير الإعلام الإلكتروني عن بعد.
وانتقى هؤلاء الطلاب فكرة الدراسة عن بعد للنظرية ذاتها، وهي سيطرة الأساليب والأدوات التقنية الحديثة على المشهد حتى المشهد التعليمي والدراسي وليس الإعلام وحده، فلا زمان ولا مكان بات يتحكم في العملية التعليمية؛ فيمكنك من بلد في أقصى الشرق دراسة البرنامج الدراسي الذي ترغب فيه داخل مؤسسة تعليمية أو جامعية من أقصى الغرب.
واستراتيجية تعليمية مستحدثة أعلنت عنها الجامعات المصرية وما تتضمنه من كليات الإعلام، وعلى رأسهم كلية الإعلام جامعة القاهرة ذات الريادة والاعتماد القيم والأولى من حيث تاريخ الإنشاء بالشرق الأوسط؛ حيث أنشأت سنة 1974 م، وتقوم هذه الاستراتيجية على الجمع بين مميزات الدراسة الأون لاين والأوف لاين في برنامج الإعلام الإليكتروني.
تقدم كليات الإعلام بالجامعات المصرية برنامج ماجستير الإعلام الإليكتروني باستراتيجيتين؛ على أن تكون الأولى هي الدراسة التقليدية القائمة على الحضور المنتظم طيلة فترة دراسة البرنامج داخل الجامعة المصرية، وتكون الثانية هي الدراسة الأون لاين، ولكن باستراتيجية مستحدثة تجمع بين مميزات الدراسة الأوف لاين والدراسة عن بعد؛ فيحصل الطالب على كافة المقررات الدراسية والمناهج التطبيقية والمحاضرات التفاعلية ويصل إلى المكتبات المركزية والكائنة داخل كليات الإعلام أون لاين من خلال المواقع الرسمية للجامعات المصرية.
وبالتالي فإن طيلة فترة دراسة البرنامج لن يحتاج الطالب الوافد إلى السفر لمصر والحضور المنظم داخل فترة البرنامج، ويحصل هذا الطالب في نهاية البرنامج على نفس الشهادة الجامعية التي يحصل عليها الطالب الملتحق بهذا البرنامج أوف لاين، وذلك مقابل حضور طالب الأون لاين فترة الامتحانات فقط داخل الجامعات المصرية، والتي لن تتخطى الأيام المعدودة.
ومن هنا نجد أن هذه الاستراتيجية تمنح طالب الأون لاين شهادة الأوف لاين والتي لا تزال أسواق العمل الإقليمية والدولية تعترف بها دون عن شهادات الأون لاين والتي تأتي في المقام الثاني بعد شهادات الدراسة التقليدية حتى وإن كانت شهادات الأون لاين هذه مقدمة من أكبر جامعات العالم، ونجد أن جامعات مصر هي وحدها من تقدم الدراسة عن بعد بهذه الاستراتيجية.
يكلف ماجستير الإعلام الإلكتروني عن بعد في مصر تكاليف تصف بأنها رمزية؛ خاصة إذ ما تمت مقارنتها بتكاليف البرنامج نفسه بالمستوى التعليمي عينه والشهادة الجامعية بالقيمة الدولية ذاتها المقدمة من الجامعات الدولية الأخرى؛ فيدفع الطالب الوافد في ماجستير الإعلام الإليكتروني عن بعد في مصر رسوم قيد مرة واحدة فقط في السنة الدراسية الأولى بقيمة 1500 $، وتكون المصاريف السنوية 4500 $ فقط.
تستمر دراسة ماجستير الإعلام الإلكتروني عن بعد في مصر إلى عامين، وقد تستمر هذه المدة إلى خمس سنوات، وذلك لإكمال الطالب رسالته البحثية، ويصل إلى هذه المدة المضافة بعد الحصول على موافقة مجلس الكلية على ذلك.