في ظل المنافسة العالية التي باتت أسواق العمل الإقليمية والدولية تشهدها والتي وصلت إلى أشدها أضحى الجميع يبحث عن أساليب تدعمه وتؤهله للانطلاق وبقوة في الحياة المهنية والترقي في الدرجات الوظيفية، ليكون السبيل الأمثل لذلك هو الدراسة بالمراحل الجامعية العليا، وتأتي مرحلة الماجستير لتكون هي الخطوة الأولى في طريق الدراسات العليا والكافية في كثير من الأحيان للوصول إلى الهدف المهني والأكاديمي، ولكن إشكالية تواجه عددا كبيرا من الطلاب وهي صعوبة الالتزام بالحضور المنتظم داخل المؤسسة الجامعية بسبب الحياة المهنية أو ربما العائلية أو لأي سبب آخر، وهو ما جعل” دراسة ماجستير عن بعد” كلمة تتردد على ألسنة عدد هائل من الطلاب مع اختلاف التخصصات التي يرغب كل دارس في الالتحاق بها.
فدراسة ماجستير عن بعد تعني أن يحصل الطالب على المادة العلمية أون لاين من خلال المواقع الرسمية للجامعات وعبر البريد الإليكتروني ويتم طرح جميع المساقات العلمية له والمناهج التطبيقية والمحاضرات التفاعلية من خلال هذه الأواسط الإليكترونية، بل وتفتح له مداخل إليكترونية للمكتبات تمنحه فرصة البحث والاطلاع على المراجع المتوافرة في تلك المكتبات إليكترونيا.
ودراسة ماجستير عن بعد قد جعل الطالب يتخطى حدود البلاد بسهولة ليصل إلى أي بقعة في العالم، بينما هو في قلب منزله أو مكتبه دون أن يبذل أي مجهود في سبيل ذلك، وهو ما جعل الطلاب يتوجهون وبسهولة إلى الجامعات الدولية الكبرى ليحصلوا على دراسة البرنامج ومن ثم الحصول على شهادة بدرجة الماجستير من تلك الجامعة ولكنها تحمل طابع الأون لاين.
ولكن الالتحاق بالدراسات العليا عن بعد ومن بينها الماجستير هي فكرة لها أوجه عيوب مثل ما لها من مميزات عديدة، ومن أبرز عيوب هذه الدراسة الأون لاين هي أنها تمنح شهادة تُثبت فيها أن الطالب قد التحق بالبرنامج عند بعد، وهو ما يفقد الشهادة الجامعية قيمتها ورونقها في أسواق العمل الإقليمية والدولية_حتى وإن كانت مقدمة من أكبر جامعات العالم_وذلك عند مقارنتها بالشهادات الجامعية المقدمة نتيجة الدراسة التقليدية القائمة على الحضور المنتظم أو التي تسمى ب”الأوف لاين”.
وبالتالي فإن الالتحاق بدراسات عليا عن بعد هي نظرية لم يستحوذ بعد على مكانة الدراسة الأوف لاين في أسواق العمل الإقليمية والدولية.
هذا وفخ ينتظر الطالب خاصة في حالة ابتعد عن الجامعات الكبرى_ والتي تفرض في كثير من الأحيان أو في أغلب الأحيان مبالغ كبيرة حتى على برامجها الأون لاين_ويتمثل هذا الفخ في الاشتراك ببرامج دراسة عن بعد غير معتمدة وغير معترفا بها دوليا وإقليميا، وبالتالي يجد الطالب نفسه قد أضاع أمواله ووقته في شهادة لن يجني منها شي في حياته المهنية والأكاديمية.
ومن أجل كل ذلك فقد طرحت الجامعات المصرية استراتيجية جديدة وخصصتها للطالب الوافد العربي تجمع فيها بين مميزات الدراسة عن بعد والدراسة الأوف لاين القائمة على الحضور بانتظام داخل المؤسسة الجامعية.
دراسة الماجستير أون لاين من خلال الجامعات المصرية تعني طرح كافة المساقات العلمية والمناهج العملية والمحاضرات التفاعلية التي يلقيها باقة من أكفأ الأكاديميين عبر المواقع الرسمية للجامعات، وفي نهاية البرنامج يحصل الدارس على نفس الشهادة الجامعية المقدمة للطالب الذي التحق بالبرنامج ذاته من خلال الدراسة الأوف لاين بالحضور المنتظم داخل الجامعة، وبالتالي فإن دراسة ماجستير عن بعد من خلال الجامعات المصرية تعني أن الطالب يحصل على شهادة جامعية لها ثقلها وقيمتها في أسواق العمل الإقليمية والدولية وبالأواسط الأكاديمية الكبرى، خاصة وأن جميع الجامعات المصرية مدرجة ضمن التصنيفات العالمية لجامعات العالم، كالكيو إس_ وبالتالي فإن المؤهلات المقدمة منها معترف بها إقليميا ودوليا، وبالتالي فالشهادات الممنوحة منها معترف بها جميعا في كل دول العالم.
كما أن جامعات مصر تقدم البرامج التعليمية الخاصة بها في كل التخصصات بجميع المراحل الجامعية بنظام الجمع بين المناهج الأكاديمية والتطبيقية لتأهل الطالب علميا وعمليا، وبالتالي فتقوم العملية التعليمية بها على الأساليب والاستراتيجيات التعليمية المتبعة في أفضل جامعات العالم، وهو ما يجعل العالم يعتد بقيمة الشهادات الجامعية التي تمنحها هذه الصروح الجامعية الدولية ذات التاريخ العريق.
وبهذه الاستراتيجية يحصل الطالب على شهادة جامعية ذات ثقل وكأنه حضر البرنامج بكافة فتراته داخل الجامعة المصرية، ولكن الحقيقة أن طيلة فترة البرنامج كانت الدراسة عن بعد، إلا فترة الامتحانات فقط والتي لن تتخطى الأيام المعدودة، ليحصل الطالب على شهادة الماجستير هذه والتي تكون هي ذاتها المقدمة لطالب الأوف لاين.
وبالتالي فإن دراسة ماجستير عن بعد من خلال جامعات مصر تعني أن الطالب يحصل على مميزات الدراسة الأون لاين والأوف لاين معا، كما تتميز مصاريف الدراسة في هذه الجامعات _على الرغم من المستوى التعليمي الدولي المقدم فيها وما تمنحه من شهادات جامعية معترف بها في كافة دول العالم_بأنها رمزية.